يشتهر شهر رمضان بالكثير من المشروبات المميّزة التي ترتبط بهذا الشهر الفضيل مثل الخروب، التمرهندي، العرقسوس، المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، والعصير الطبيعي أو الجاهز. وفيما يلي شرح موجز، تقدمه خبيرة التغذية الصحية سهى خوري عن الأبعاد الصحيّة لأهم هذه المشروبات:
الخروب: يعتبر الخروب من المشروبات الصحية حيث يوفر للجسم فوائد عديدة، حيث أنه يسهّل عملية الهضم، ويساعد في التخلّص من سوء الهضم التي قد تصاحب وجبات رمضانية دسمة، يساعد في علاج الإسهال، يحتوي على مركبات مخفّضة لمستوى الكولسترول في الدم، يحمي من عدد من الأمراض السرطانية بما فيها سرطان الرئة، يخفّض من أعراض الحساسية ومرض الربو (الأزما)، ويساعد في تنظيم السكر في الدم، الاّ أن إضافة السكر للمشروب يجعله غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من السكري. ويشار أن الخروب خال من الكافايين فلا يسبب استهلاكه الأرق، ولهذا فهو مناسب في وجبات رمضان التي قد يخلد الإنسان بعدها للنوم.
التمر هندي: للتمر هندي فوائد صحيّة عديدة، حيث أنه يساعد في علاج الامساك، يخفّض من مستوى الكولسترول في الدم، يحتوي على عدد كبير من المواد المضادة للأكسدة التي تحمي من الأمراض السرطانية، يحافظ على صحة العظام، كما ويحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا. ومن جانب آخر، يحذر الشخاص المصابون بالسكري من استهلاك التمر هندي بسبب احتوائه على مستوى عال من السكريات البسيطة. إضافة إلى ذلك، وينصح بتجنب التمر هندي مع الأدوية التي تمنع تخثر الدم مثل الأسبرين أو Coumadin لأنه قد يرفع من خطر النزيف. ويشار أنه لا ينصح باستهلاك التمرالهندي من قبل النساء الحوامل أو المرضعات نظراً لغياب الأدلة العلمية التي تؤكد سلامته للجنين.
- المشروبات الغازية المحلاة: كشفت الدراسات أن للمشروبات الغازية أضرار صحيّة جسيمة حيث أنها ترفع بشكل ملحوظ من احتمالات الإصابة بالسمنة، الجلطات القلبية والدماغية، السكري من النوع الثاني (غير المعتمد على افنسولين)، ضغط الدم العالي، النقرس، هشاشة العظام، مرض الكبد الدهني، حصى في الكلى، الحرقة في المعدة، وسرطان البنكرياس. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد المشروبات الغازية في تمدد جدار المعدة مما يشجّع الصائم على تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة إلى حد التخمة. وبعد فترة ما من استهلاك المشروبات الغازية مع الوجبات، يتمدد جدار المعدة ويكبر حجمها، فيتعرّض الصائم للإصابة بالسمنة.
- العرقسوس: يكثر استهلاك العرقسوس في شهر رمضان، بالرغم من الأخطار الصحية التي يحملها والمضاعفات الخطيرة التي قد تستمر لمدة أسابيع أو أشهر من استهلاكه. تشير الدراسات أن استهلاك العرقسوس يمكن ان يرفع ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، تلف في وظائف الكلى، عدم انتظام في دقات القلب، ارتفاع في خطر افصابة بالجلطات القلبية، اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية، الاعياء، التعب المزمن ، الصداع، انحباس السوائل، انخفاض مستويات هرمون تستوستيرون لدى الرجال مما قد يقلل الرغبة الجنسية والعجز الجنسي، ويرفع من حدة أعراض الدورة الشهرية لدى النساء. وتحذر الحامل والمرضع من استهلاك العرقسوس لما قد يحمله من أخطار كثيرة مثل الولادة المبكرة، ارتفاع ضغط الدم، وخفض قدرة الأطفال على التركيز.
- المشروبات الغازية الديت: تحتوي المشروبات الغازية "الدايت" على المحلي اللإصطناعي "الأسبارتيم" الخالي من السعرات الحرارية كبديل للسكر. ويبنما يعتقد الكثيرون أن المشروبات الغازية "الدايت" لا تتسبب بالسمنة، الا أن الدراسات كشفت أنها تفتح الشهية وتشجّع على استهلاك كميات أعلى من السعرات الحرارية، مما يفسّر ارتباط تناولها بالسمنة. ويشار أن الأضرار الصحية للمشروبات الغازية "الدايت" لا تقتصر فقط على السمنة، حيث كشفت الأبحاث أنها ترفع من احتمالات الإصابة بعدد من الأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني (غير المعتمد على الانسولين)، فقدان الرغبة الجنسية، اضطرابات في الدورة الشهرية، هشاشة العظام، التهاب المفاصل، التشوهات الخلقية للجنين، الجفاف، السكتات القلبية والدماغية، الأرق، فقدان الشعر، اعتلال العضلات، فقدان الذاكرة، ارتفاع ضغط الدم، والتعب المزمن.
- مشروبات الطاقة: تحتوي مشروبات الطاقة على نفس كمية السكر الموجودة في المشروبات الغازية المحلاة، الا أن كمية الكافايين الموجودة فيها تفوقها بثلاث أضعاف، مما يعطي الكثيرون الإنطباع على أنها تحسّن من الأداء العقلي او الجسدي. وقد بيّنت الأبحاث الطبية ان استهلاك مشروبات الطاقة يتسبب بارتفاع في ضغط الدم ومعدلات السكر في الدم وفي زيادة معدل ضربات القلب. وتشير دراسات سلوكية أن إفراط الشباب والمراهقين في استهلاك مشروبات الطاقة يرتبط بسلوك محفوف بالمخاطر مثل العنف واستخدام المخدرات. بسبب احتواء مشروبات الطاقة على كمية عالية من الكافيين، فانها تعتبر مدرة للبول، فتؤدي إلى فقدان كمية اضافية من السوائل في البول، مما يعرّض الصائم للإصابة بالجفاف.
- العصير الطبيعي أو الجاهز: لا شك أن تناول معدّل ثلاث حصص من الفواكه يوميا يعتبر من الممارسات الغذائية الصحيّة، الا أن هنالك فروقات غذائية شاسعة بين الفواكه وعصيرها. وبينما يحتوي العصير عن كمية عالية من الفيتامينات والمعادن، الا أنه غني بالسعرات الحرارية، حيث يوفر الكوب الواحد منها على 100 سعر حراري.
ومن جانب آخر، يخلو عصير الفواكه من الألياف الغذائية الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه والتي لها فوائد صحيّة عديدة من بينها أنها تساعد في الشعور بالشبع وضبط الشهية. فمثلا إن شرب كوب من عصير الفواكه يستغرق دقيقة واحدة يعادل استهلاك حبتين من التفاح التي يستغرق تناولهما أكثر من عشر دقائق ويشعر بعدها الإنسان بالشبع، ولهذا من الأفضل تناول الفواكه على شرب عصيرها. ومن جانب آخر، تلعب ألياف الفواكه دورا هاما في خفض مستوى الكولسترول في الدم. ومن أضرار استهلاك العصير أنه يحث تراكم الدهون في منطقة البطن مسببا "الكرش"، يرفع من مستوى مركب الدهنيات الثلاثية في الدم ((triglycerides، كما ورفع من خطر الإصابة بالكبد الدهني.